نعم، لم يكُ بشار الأسد صبياً أرعناً كما يقول البعض، بل أكدَّت تصرفاته خلال مجريات الأحداث التي ما زالت ترافق الثورة السورية، أنَّ بشار الأسد يمتلك من الشَيْطنة الديكتاتورية حداً تجاوز أمثاله من الحكام الشموليين. الشواهد عديدة ومن أهمها قدرته على خلط الأوراق والتلاعب بخباثة في دهاليز السياسة كي يحافظ على كرسي الرئاسة، ولو كان ثمن ذلك دمار البلاد وقتل العباد، ليس بيديه فقط، بل بدعوة دول لها مطامع اقليمية جامحة مثل إيران وروسيا، وعصابات المرتزقة من شذاذ الآفاق .
كثيرة هي الأمثلة التي شهد عليها تاريخ الثورة السورية، وكان آخرها انكشاف تواطئ نظام الأسد مع اسرائيل عندما تمَّ تزويد بنك المعلومات الإسرائيلي باحداثيات أهداف تخص أهم القادة الإيرانيين الذين تمَّ اغتيالهم في سوريا. لذلك بدأ يلوح في الأفق تغيراً جيوسياسياً في تحالفات الأسد يوحي بأنَّه لم يعد يحتاج إلى الدعم الإيراني بعد أنْ دعمت بقاؤه في الحكم، وأصبح عليه أنْ يتجه إلى مصادر أخرى يستطيع استغلالها سياسياً واقتصادياً بعد أن أصاب العطب انهيار الإقتصاد الإيراني، وبعد أن كَثُرت محاولات استقطابه من دول الخليج ذات الأجندات المتوافقة مع الأجندة الصهيونية. وخير دليل على ذلك مجريات زيارة الأسد إلى إيران للتعزية بوفاة رئيسها “ابراهيم رئيسي” مؤخراً.